أقلام سجينة
بقلم: هبة المنزلاوي
سمعت القلم يبكي و يصرخ من وراء القضبان ، أين حقي في الحياة؟! أخرجتم لي شهادة وفاة دون سؤال ، أ تريدون مني بيع أفكاري ومسايرة أوضاع يدمع لقسوتها القلب ؟! ، تكاد أن تنهي معنى الإنسان وتطرده من اليابس والماء ، نحن مجتمعات شرقية لا تعترف بالاختلاف، تكمم الأفواه وتحتكر الآراء لصالحها ،تنتهك حرية الإنسان و تسطو على الحق إن كان يخالفها ! وتتغنى بالباطل لو كان يحقق أطماعها ، تريدون منا أن نحاكي قيما مستوردة ونرضى بالذل والهوان وأن نعيش في أوطاننا مواطنين من الدرجة الثانية لا حق لنا في التعبير والكلام؟! إن الاختلاف صفة فطرية من حكمة الله في عباده ، أ يصح أن نغير في أصل الخليقة ؟! ، ما الفائدة من تشابهنا ؟! إلا أننا سنكون كالقطيع الذي يتبع بعضه بعضا دون عقل أو شعور ، هذه حقا غيبوبة العقول، إنسان يحيا بلا قيم وبلا آراء ، انظروا إليه ها هو قد مات! فهيا ادفنوه في التراب ، أنا قلم بلا روح وأحرف بلا حبر تركوني أنزف في زنزانة منفردة حتى كاد أن يصفى حبري ، أصبحت مسلوب الإرادة لا أستطيع محاربة الظلام ، ولا أعني ظلام سجني ،وإنما -ظلام مجتمع بأكمله- قرر أن يبقى جاهلا يسير مع الرياح الهوجاء ، لا يطالب بحق الإنسان، فإلى متى ستظل الآراء جرما عظيما له عقاب وخيم؟! ، إن الله خلقكم بألسنة ناطقة فعجبا ممن اختار أن يخرس ! ، انظروا إلى إخوتكم الذين قالوا الحق ودفعوا الثمن فعندما تحدثوا باسم الضعفاء وسألوا أين كرامة الإنسان ؟!وحاولوا أن يستردوا حقه في المعرفة والمشاركة والتعبير ودوره في بناء منارة العلم والتعمير ، وجدوا السيوف رفعت في وجوههم وحرموا من رؤية إشراقة الشمس ،هل نسيتم أننا أبناء مجتمع واحد وأن من يعارضنا ليس قاتلا ؟! وأن الاختلاف هو الأساس الراسخ لبناء وطن يقود مسيرة التقدم والنهضة ، فهل الحرف ذنب نعاقب عليه الآن نحن وأبناؤنا ؟! الذين اشتاقوا إلى لمسة أيدينا وسماع صوتنا، ورغم كل هذا لم تستطيعون قهر حروفي التي تجري في جسدي ، ربما سكت القلم ، ولكنني مازلت أنطق بكل ذرة في دمي ، فالدم ملكي ولن يسفك إلا -إن شاء الله- ، لن أكون نسخة من أحد ، أنا ذاتي ، أنا صاحب اختياري أنا الكلمة المكبلة بالأغلال وستهز صرختها كل الأرجاء ! ، سأسير في الطريق الذي رسمته لنفسي ولن أتبع صفوف العقول المهزومة ،أنا فكر أصيل في أرضي وثمار سيأتي يوم حصادها حتى لو ألقيت عليكم سلامي الأخير ، أنا أغنية رنانة في آذان الأحرار ، أنا من البسطاء الذين لم يقبلوا أن يبيعوا عقولهم بدينار ، أنا حلم يدور في الفضاء وأمل في قلوب الصغار ، ليس أنتم من تقررون نهايتي ولن استهلك كلماتي مع من أسكتني واضطهد حقوقي، والحقيقة ربما يفيق لها المجتمع يوما ما ولكن بعد فوات الأوان! إن كنت حيا أو ميتا فأنا قلم ارتاح ضميره والآن يرقد في مستقره بسلام وسيكتب التاريخ من أنتم ومن أنا ؟! وإن مات قلم ،فهناك أقلام كثيرة قادمة!!
تعليقات
إرسال تعليق