فن التجاهل
بقلم : هبة المنزلاوي
هل رأيت هذا الشيخ الشاب؟! وهو يبني صلة قوية مع بيت الله منذ طفولته ، اعتاد أن يلتقي معه خمس مرات في اليوم ، محافظا على ورده من القرآن والدعاء ، عندما يرى عجوزا يسنده في طريقه ، وضعيفا يعينه على قضاء حاجته ، ظاهره كباطنه ، لديه قيم ومبادئ لا تتغير ، هل تعلم ما النعمة التي رزقه الله بها كي يستقيم على الطريق؟ -إنه التجاهل- !! لولا أنه غض بصره عن المنكرات وأمسك لسانه عن أعراض الناس وقطع قدمه عن جلسات السخرية والنميمة وأعرض عن اللغو وأغلق أذنيه عن الدعايا إلى الرذائل والانحراف بحجة الانفتاح الاجتماعي أو باسم الروشنة وموضة العصر ! ما كان له أن يصبح نموذجا يحتذى به بين الشباب ، وكذلك الإنسان الناجح لولا أنه تجاهل الطاقات السلبية والخوف والإحباط ، ما كان له أن يحقق حلمه ، وهناك عدة طرق لممارسة فن التجاهل ومنها:
-ركّز على الإيجابيات في الأشياء والأشخاص أكثر من السلبيات
-انظر إلى الفشل الخاص بك أو بغيرك كمعلما لك في الحياة
- لا تجلد ذاتك على الأخطاء ، عد إلى صوابك ، وتذكر أن هذه طبيعة البشرية
- لا تستمع إلى الكلام المحبط الذي من شأنه تحطيم أملك وعرقلة رحلتك
- اعلم أن العيب سيظل عيبا حتى لو فعلته الناس كلها ، فلا تلتفت إليهم وامضِ في طريقك
-لا تقترب من المناطق التي تحث على الرذائل مهما كان إيمانك قويا
واحفظ تقوى قلبك من الاستماع إلى هؤلاء الداعين إلى الحرام،خشية من أن تنزلق قدمك ف المستنقع، فالمؤمن الحقيقي هو الهدف الذي يريدون اصطياده !
- تفاءل بالمستقبل ، ولا تنظر إلى الحياة من منظور سودي ، وثق في أقدار الله واترك آلامك يداويها الرحمن فإن الفرج يأتي مع البلاء
- إذا أظلمت عليك دنياك ، اشعل أنوار قلبك ، وتذكر كم من صعوبات ظننت أنها لن تمر والآن أصبحت ذكرى!
- إذا رأيت نفسك قويا على إنسان فتذكر أن الله أقوى عليك من قوتك عليه ، فرفقا برعيتك ، فأنت تحمل مسئوليتهم في عنقك
- راجع قيم دينك من آنٍ لآخر وصُن أخلاقك من لهو الزمان وتذكر أنّ زخارف الدنيا هي اختبار لك، إذا فتنت بها غرقت وإذا تجاهلتها نجوت
-تجاهل مقارنة نفسك بالآخرين ، ودعهم لشأنهم واهتم بنفسك ، من حكمة الله أنه خلقنا مختلفين فحافظ على استقلالك ولا تكن نسخة مكررة من أحد فأنت لا تعلم ما حقيقته!!
-خذ من أفعال وصفات الآخرين ما صلح واجعل عيوبهم وأخطاءهم عبرة لك
-لا تشغل نفسك بما لا ينفعك ، فإن تتبع حياة الخلق مضيعة للنفس و الوقت
-لا تنصت إلي الحديث عن أعراض الناس حتى ولو صدقت ، وتذكر أنك بحاجة إلى الستر يوم القيامة ، فاستر أخاك وأنت حي
- لا تجعل النقد الهدّام يؤثر على همتك ، فليس كل إنسان ينقدك بدافع الحب !!
- تجاهل حساب المسافات ، وتذكر أن الطرق الطويلة نهايتها مضيئة بعوض الله
- إن فكرت في الشر والانتقام يوما ،
راجع العواقب جيدا ، واسأل نفسك هل هناك داعٍ لخسارتك ؟! واعلم أنك مثلما تركت حقك وأنت في أشد قوتك سيأتيك يوما ما حتى لو كنت عاجزا !
- لا تدع الموضة المشوهة والأفكار المستوردة تحولك لإنسان آلي يتبع القطيع دون عقل
- العادات والتقاليد صنعت لضبط سلوكيات المجتمع وليس لتقييد حرية أفراده ، فاجعلها حصنا لك من الانحرافات ولا تستخدمها كمقبرة لدفن الذات
- اطلب العلم مهما انتشر الجهل، فوجود بصيصا من النور خير من الظلام الدامس
- روض لسانك على الكلام الطيب حتى لو أصبحنا في مجتمع يعتبر الألفاظ البذيئة لغة العصر !
-هناك مواقف مشتعلة تحتاج إلى اللين ، فتجنب استعراض الشدة والقوة فيها ، فسلامة جميع الأطراف أهم من إرضاء طرف على حساب الآخر حتى لو كان مخطئا
-اترك الخوف جانبا وسر في طريقك مادمت على حق فأنت في معية الله
-وأخيرا ، الحياة ليست بلون واحد ، فأنت في حاجة إلا أنت تتغاضى عن أمور وتنسى البعض الآخر ولا تفكر في التفاصيل كثيرا حتى لا تخسر سلامتك النفسية واستقرار ذهنك وهدوء حياتك ، وهناك عواصف تهب عليك من كل ناحية تريدك أن تحيد عن صوابك ، فلا تستسلم لها واحذر من المروجين للسلع الفاسدة التي تسمم قلبك وعقلك وتلقي بك في قاع الجحيم !!
تعليقات
إرسال تعليق