القائمة الرئيسية

الصفحات


 فن التعلُّم


بقلم: هبة المنزلاوي 


إذا أردت أن تحسن جودة حياتك وتصبح عضوا فعالا في المجتمع ، عليك أن تتعلم السباحة في بحر العلم ، نحن نكتسب من كل لحظة نحياها خبرة جديدة ومع كل موقف يواجهنا  تتسع معرفتنا وينضج إدراكنا للأمور وتزداد مناعتنا النفسية قوة ، فنواجه الظروف بشكل إيجابي و نصبر على مشقة الطريق ، التعلم ليس صفحات من الكتب الورقية وإنما محيط واسع لا نهاية له ، يعلمك كيفية بناء روحك وحياتك ، ويجعلك تختار الشخصية التي تريد أن تكون عليها ، وكأنك جالسا في مسرح وتعرض أمامك  دراما الحياة الإنسانية ،وكل الاختبارات التي ربما توضع فيها يوما ما وكل المعارك التي ستخوضها

وكل التفاصيل التي لم تنتبه لها ، بل أنك تجد على خشبة المسرح كل الاختيارات المتاحة ولك أن تختار ما ترضاه لنفسك ، إما أن تسعد إذا صح اختيارك ولو كان خير الشرَين إما أن تبكي إذا اخترت الأسوء وتذكر أنه لم يفرض عليك البكاء بل أنت الذي اخترته ! فاحذر أن تشكو نفسك منك، /فإن ظلم الإنسان لنفسه أشد عليه من الحجارة التي تشج رأسه! و هناك عدة معايير للتعلم من مدرسة الحياة ومنها:

- كن واعيا بالأحداث الجارية حتى تكتسب منها الخبرات التي تساعدك على إدارة حاضرك والاستعداد للمستقبل 

- ‏كن صابرا على عثرات الحياة ، فالإنسان لا يتعلم الدروس مجانا، لابد أن يدفع الثمن !

- ‏خذ الإيجابيات من كل موقف واجعلها عونا لك في رحلتك وتعرف على السلبيات كي تتجنبها

- ‏لا تملّ من البحث عن كل ما هو جديد ، فالمعرفة حق للإنسان ، فاستثمر هذا الحق في دراسة الظروف المحيطة بك والمجتمع الذي تعيش فيه 

- ‏اجعل تجاربك الشخصية مصدر قوة لك حتى لو كان البعض منها تجارب بائسة ، اعتبرها نقطة البداية وخذ خطوة إلى الأمام

- ‏تعلّم أن تعرف نفسك وتقيمها و وتكافئها و تحاسبها يوميا ، فأنت حارس بوابة ذاتك ، فلا تسمح للصوص أن يقتحموا حياتك ويفسدوا الخير الذي بداخلك 

-تمهل في اختياراتك وراجع قراراتك 

حتى تجد نتائج مرضية ،،فحسن الاختيار يأتي من كثرة المواقف والتجارب

-استثمر عقلك في إنتاج أفكار جديدة تضيف قيمة لحياتك

-‏استغل وقتك في تنمية شخصيتك وتعلم المهارات التي تجعل حياتك أكثر سهولة

-‏تعلّم الهدوء في أوقات الغضب، والرضا في اللحظات الصعبة ومواجهة الأقدار بمرونة

-‏تعلّم الاستماع إلى من هم أكثر منك علما وحاول الاستفادة من علمهم لإدارة حياتك بشكل جيد

-‏انظر إلى المواقف مثلما تنظر إلى صفحات الكتاب واستخلص ما بين السطور!

-‏ كن قائدا على نفسك ، يسعي إلى منفعتها وتزوديها بوقود الأمل والإرادة كي تبذل جهدا منظما وتحقق النجاح 

-‏نمِ المشاعر الإيجابية لديك، وكن اجتماعيا يهوى اكتشاف العالم الخارجي وأخذ العبر والمعارف من حياة البشر والمواقف المختلفة 

-‏اغتنم الفرص لتعرف أقل التفاصيل عن كل شيء حولك 

-‏لا تيأس من الوصول إلى حلمك وتعلم أن تحافظ على شغفك ونشاطك وتلتزم بخططك 

-‏ كن مبدعا في إيجاد الحلول المناسبة لمشكلاتك وقادرا على التغيير في خطتك إذا لزم الأمر 

- استثمر ما تعلمته في حياتك لبناء مستقبلك وتوجيه سلوكك بشكل متزن وإعادة تشكيل بنية تفكيرك العقلية

- ‏نمِ ثقتك بنفسك واسعَ لإثبات كيانك ، وتحلّ بصفات التلميذ المشتاق إلى السباحة في بحر العلم

والارتواء من خيره والسير في نوره

- ‏كن متوازنا وتعلم ألا تهتم بشيء على حساب شيء آخر

- ‏تعرّف على طبائع الناس وشخصياتهم المختلفة حتى تتعلم كيفية التعامل معهم 

- ‏لا تفني عمرك في الأوهام والأخطاء وانفع نفسك بكل لحظة تستطيع أن تنجز فيها طموحا جميلا أو خيرا نبيلا 

- ‏انزل إلى أرض الواقع وواجه ظروفك وحقق حلمك و افعل ما تحب ، وحدد معنى الأشياء لديك ، حتى تفهم حياتك وتعيش بفاعلية

- كن تشاركيا فأنت بمفردك لا تستطيع فعل كل شيء ، أنت جزء من مجتمع كبير يلعب دورا هاما في تحقيق أهدافك وتوصيل رسالتك

وأخيرا ،  على الإنسان أن ينمي رغبته في التعلم و المعرفة حتى يبقى على تواصل مع ذاته ومع البيئة المحيطة به ، فإن الإنسان الذي لا يتعلم ولديه عقلية منعزلة عن العالم حوله و لا يسيطر على مشاعره وانفعالاته ولا يستطيع إدارة حياته ، سيذهب عمره هباء دون فائدة ، ولن يفعل شيئا جديدا، سيصبح ضائعا في هذا العالم المزدحم، لا يشعر بذاته وكأن الروح قد فارقت الجسد !!

تعليقات