رؤية في تعليم المستقبل
بقلم / صبحي حجاب
مع إداركنا وقلقنا البالغ من تردي منظومة التعليم وعدم قدرتها علي مواكبة التطور المزهل العلمي والتكنولوجي والثقافي في العالم , وصناعة عقول بالإعتماد علي التمنية البشرية القادرة علي دفع عجلة التقدم وصناعة مستقبل أفضل , بل ونري منظومة التعليم الحالية حتي وما يحدث لها من تطور لن يحقق المطلوب , بل نخشي أن تتسبب في تخريج جيل تفرغ من كل الدوافع والطموح الذي يجعله مقبلا علي المستقبل مليئ بالأمل والرغبة في النجاح
هذه المنظومة التعليمية الحالية أصبحت عاجزة عن استيعاب النقلة الكمية والنوعية والزمنية في ايجاد تعليم اليوم والغد , ومن المبادئ الإساسية في هذه النقلة , التعليم للجميع دون استبعاد , حق التعليم للصغار والكبار , التعليم مدي الحياة , التعليم الذاتي , التعليم / التتعلم في اقتران عضوي للعمليتين , التعليم للتميز , والتميز للجميع , ارستقراطية التعليم لكل فرد , التعليم للديمقراطية مع ديمقراطية التعليم , المزواجة بين التعليم والتعلم والعمل , التعليم في أي فترة عمرية استكمالا للتعليم أو تجديدا له أو رغبة في تخصص جديد أو مهنة أخري
كذلك أسهمت بحوث علم النفس في القضاء علي مفهوم الذكاء الوراثي الثابت لدي المتعلم , لم يعد هناك طفل ذكي وآخر غبي بالفطرة , ولكن هناك ضروب متنوعة من الذكاء ( أي القدرات ) حيث يتوفر لدي الأفراد ذكاء حركي وإجتماعي ولفظي ومجرد ورياضي وتشكيلي وكلها قدرات إنسانية , اجتماعية , قابلة للإكتشاف والتعهد بالتنميز من خلال عملية التعليم والتعلم , ومن ثم لم تعد القدرات الذهنية هي مناط التعليم والتعلم , واعتبارها الحكم علي نجاح المتعلم لمتابعة تعليمه أو في فشله واستبعاده
كما تشير بعض البحوث إلي أن كل فرد قادر وقابل للتعلم أي مضمون أو موضوع إذا قدم له بالطريقة التعليمية الملائمة لاستثارة دافعيته للتعلم , أو إذا أتيح له الزمن الكافي لاستعابه , لذلك فلا مبرر لاستبعاده من المدرسة والحكم عليه بالفشل كما أوضحت البحوث النفسية علي قدرة كل متعلم علي بلوغه مستوي التميز في مجال من مجالات المعرفه أو النشاط الإنساني , ولم يعد التميز مجرد استثناء لدي بعض الافراد يثير تعجبنا بين الحين والآخر
تعليقات
إرسال تعليق