موتي حياةٌ في ظلالِ حياتِك
شعر /هشام شوقي (مصر )
دَعْ نِصفَ موتِكَ تحتَ ظِلِّ حياتِكْ
وارْبحْ قطوفَ النَّجمِ في كلماتِكْ
الموتُ سهمٌ لا تراهُ عيونُنَا
وتحسُّ أنَّهُ شبَّ في عَضَلَاتِكْ
الغربةُ الأولى بأرضِ حبيبتى
كانتْ نعيماً في مساءٍ فَاتِكْ
والغربةُ الأُخرى بأرضِ مَفَازةٍ
صَخريَّةِ الإحساسِ في نَبَضَاتِكْ
وهنا المدينةُ والمواتُ بأرضها
يبني قبورَ العزِّ في صَوَلَاتِكْ
تختارُ موتَكَ والنِّهايةُ وحدُها
تختارُ ما تختارُ في فلواتِكْ
منْ ربعِ قرنٍ غارساً شجرَ الأَسَى
ويفيضُ دمعُ الحزنِ تحتَ نباتِكْ
وهُنَا جحيمٌ لا انتهاءَ لنارِهِ
فردوسهُ وَجَعٌ يمورُ بذاتِكْ
الأرضُ شَوكٌ والسَّماءُ سحابُها
جَدْبٌ ورجعُ الصوتِ من آهاتِكْ
وهُنَا الوجوهُ هياكلٌ عظميةٌ
وهُنَا النفوسُ بخيلةٌ لنجاتِكْ
كمغارةِ الأفلامِ يعلو صِيتُها
وإذا حصدتَ حصدتَ دمعَ رُفَاتِكْ
دعني أعيشُ مُعذَّباً في عالمي
قدري تعيسُ الحظِّ في جنَّاتِكْ
حاولتُ في الأولى بأرضِ أحِبَّتي
فاتَ الفواتُ وما ربحتُ عِظَاتِكْ
حاولتُ في أخرى أفوزُ بغربةٍ
فخسرتُ عمري وافتقدتُ صلاتِكْ
يا بنَ المُعَاناةِ الحياةُ مواجعٌ
فاخترْ خروجاً من رَدَىَ صَفَحَاتِكْ
مازلتِ الأحلامُ تضربُ خاطري
مازلتُ مُعتصماً بماءِ فُراتِكْ
مازلتُ أحلمُ بالمفازةِ في يدي
ورداً وريحاناً وجمعَ شتاتِكْ
أنا يا حروفي متعبٌ بمواجعي
حاولتُ أنهضُ في فواتِ فواتِكْ
لكنَّني أنا مُغرمٌ بمواجعي
موتي حياةٌ في ظلالِ حياتِكْ .
تعليقات
إرسال تعليق