القائمة الرئيسية

الصفحات

 

فن الالتزام


بقلم:هبة المنزلاوي 


إن الحياة عبارة عن مجموعة من المسئوليات التي يكلف بها الإنسان  لتوفير احتياجاته وتحقيق استقراره، ومهما اختلفت بعض المهام من شخص لآخر وفقا لاختلاف الرؤى والأهداف الإنسانية ومكونات الشخصية ، ستظل هناك واجبات ثابتة لا تستطيع العيش بدونها أو الفرار منها  فمثلا لا حياة دون عمل

فأنت مطالَب ببذل الجهد والوقت لتوفير قوت يومك ، وتنمية ذاتك وتحسين حياتك والأخذ بأسباب الرزق ، فهذا يساعدك على تحقيق الهدف الأسمى منك أنت وهو تعمير الأرض التي تحيا عليها  ،وهناك اختيارات للإنسان يتبعها مسئوليات ، إذا قرر أن يختار لابد أن يؤدي واجبه نحو اختياره بضمير وإخلاص وعلى الرحب و السعة ، فمثلا أنت لست مجبورا على الزواج  ولكنك مجبورا إذا تزوجت ، أن تحمل مسئولية بيتك وتلبي احتياجات زوجتك، وتقدم الاهتمام والاحتواء وتكون حاضرا بنفسك في أغلب الأوقات حتى تثبت صدق حبك وأنك قادر على أن تكون زوجا حقيقيا يعلم حقوقه وواجباته ومدركا لمعنى هذه العلاقة المقدسة  وكذلك إذا أردت أن تنجب طفلا لابد من أن تدرك واجباتك نحوه وتحسن رعايته وتنشئته على القيم والمثل العليا التي تجعله إنسانا سويا وعضوا نافعا لنفسه ولمجتمعه وإن ما يضمن نجاح الإنسان في مسئولياته ويساعده على تحقيق أهدافه هو الالتزام ، فإذا  كنت ملتزما في حياتك ، ستصل إلى غايتك وتثبت ذاتك ، وستكون مديرا  

ناجحا لكل أعمالك وهناك عدة معايير لتحقيق الالتزام ومنها:

- لا تعتمد على الشغف وحده في تحقيق نجاحك ، فإن الشغف ربما يقل مع مرور الوقت ولكن الأهم هو أن تلتزم بهدفك، أي تأخذ على نفسك عهدا بعدم الكسل أو الملل أو التراجع خطوة إلى الخلف ، اجعل ما يدفعك نحو الإنجاز هو التزامك بما تحلم بالوصول إليه وكلما قل الشغف ، ذكر نفسك أن هذا واجبك نحو نفسك ولابد من ترتقي بها ولا تتوقف أبدا عن العطاء والإنجاز 

- ‏كن مسئولا عن مبادئك فلا تسمح لأحد بأن يفسدها بداخلك والتزم ، بما يحقق منفعتك ومنفعة الآخرون

وإياك أن تتجزأ مبادؤك لأي سبب كان ، فأنت مطالب بأن تلتزم بها في وقت الأزمات قبل أسعد الأوقات 

- لا تجعل الظروف هي التي تتحكم في مبادئك بل اجعل مبادئك هي التي تقود تفاصيل حياتك إلى صوابها

- ‏إذا أنتجت فكرة ركّز فيها وابذل فيها الجهد اللازم وحاول أن تتغلب على العثرات الأولية التي تواجهك في عملية التنفيذ ،ولا تجعل الظروف ، تثبط همتك وعزيمتك ، فقط التزم بخطة تنميتها حتى تتحول من فكرة إلى واقع نعيشه

-التزم بتحصيل العلم والمعرفة ولا تتوقف عن البحث والاطلاع واكتشف كل ما هو جديد 

- إذا لم تحقق النتيجة المرجوة من وراء عمل ما ، فاصبر عليه ولا تتسرع في هجره ، فربما القليل من الوقت الإضافي  هو الذي يفصل بينك وبين حصاد محصولك ، فالتزم بتمهيد الطريق وتجهيز الأدوات واتعب قليلا حتى تحصل على منتج بجودة عالية

-التزم بأخلاقيات المعاملة مع الآخرين وتبادل الاحترام والتقدير 

- ‏لا تبتعد عن أهلك وأحبابك دون سؤال واحرص على القيام بواجباتك نحوهم ومشاركتهم في الحياة ، فأكثر شئ يفسد العلاقات هو الإهمال والجفاء والتقصير في إعطاء الحقوق، فكن ملتزما بما عليك نحوهم واعلم أنهم جزء من حياتك ولابد من أن توفر لهم بعض الجهد والوقت كي لا يشعروا أنهم لا يعنوا لك شيء ، ويتألموا من فقدان قيمتهم بين أحبائهم 

- ‏ إذا وعدت أحدهم بشئ ، فالتزم بتنفيذ وعدك ، وتذكر أن وعدك هذا بالنسبة له ربما يكون فاصلا بينه وبين توقف حياته! فلا تعشم أحد بما لا تستطيع فعله ولا تتحدث إلا إذا اقترن الكلام بالفعل ،،جبر الخواطر بالكلمة الطيبة لابد من ألا يشمله وعد زائف ، كي لا تسبب لمن وثق في وعدك جرحا جديدا فوق جرحه ،

وهو جرح الخذلان ، فاحذر من أن تكون سببا لوجود مثل هذا الشعور بداخل أي إنسان 

-التزم بتحقيق سعادتك من خلال فعل ما تحبه ولا تسمح لأي شئ أن يسرق منك هذه المتعة ، امشِ في طريقك الذي يشعرك بالراحة وبقيمة الحياة ، واشترِ طمأنينة قلبك وعقلك ، ولا تترك للحزن فرصة في أن يقتحم حياتك ويتحكم في سعادتك

-‏ تمسّك بحلمك والتزم بخطة تحقيقه وكلما قل شغفك تذكر الأسباب التي دفعتك إليه ، وتخيل مستقبلك والمكاسب التي ستحصل عليها والنتائج الإيجابية التي ستحققها لو نجحت في الوصول إليه ، ثق بقدراتك وصدق حلمك 

-التزم بمواعيدك وتابع جدول أعمالك وراقب ما أنجزته وما لم تنجزه بعد ، وكن رقيبا على ذاتك ، حتى تنجح في قيادة غيرك 

وأخيرا ،إذا التزمت في حياتك ، ستسهل عليك الأمور ويرتاح ذهنك  وتتجنب تراكم الهموم والمهام ، عليك أن تعتاد أن تتمسك بما في يديك وتصمم على النجاح، وتحمي نفسك من العواصف التي تريد الإيقاع بك في الحفر المدنسة وتؤدي واجباتك في أفضل صورة ، فالالتزام يجعل حياتك أكثر مرونة وسلاسة ، فإذا نجحت في تحمل المسئولية ، حققت سعادتك وتعايشت مع مختلف الظروف والمواقف .

تعليقات