القائمة الرئيسية

الصفحات


 حنان الطبيعة 


بقلم:هبة المنزلاوي 


عندما تضيق بك الحياة وتشعر بانقباض روحك ، ستجد أن الطبيعة التي سخرها لك الخالق هي الملجأ الوحيد كي ترمم الكسور التي أنهكت قلبك، فلم يعد يرى ملامح الحياة،عندما تجلس أمام البحر ،وتتأمل في تلاطم الأمواج وتتطلع إلى السماء منتظِرا لحظة الغروب، وكأنك تطهر قلبك من مآسي الزمان، لحظة نقاء تتوحد فيها مع سحر الطبيعة؛  لتجدد طاقتك وتسترد السلام النفسي وترتوي روحك بالجمال ،فترى حلمك ساطعا في السماء قائلا لك :"لا تخف أنا بجانبك فلا تتركني وحدي  أنا كالشمس لا مفر من شروقي، أنا قادم كي أهديك معنى حياتك" ، إن أدركت قيمة هذا الجمال فتأكد أن الذي خلقه  قادر على أن يجعله سببا لسعادتك ،بل سيهيء لك بمشيئته كل الأسباب حتى تتعافى من أحزانك ويعود شغفك بالحياة مرة أخرى ، جرّب أن تتحدث مع البحر وتبوح له عن أسرارك  ، اترك معاناتك تذهب مع الأمواج ، وتفتح لك صفحة جديدة ، تكتب فيها أحرفا مضيئة عن حياة إنسان يعرف لماذا يعيش ؟!  ولا تخش من غدر  وأنت في حضرة هذا الصديق الوفي ، حتما سيحفظ أسرارك ، وحرّر روحك مؤمنا بأن الله حولك في كل مكان حتى تصل شكواك إلى السماء فيستقبلها الله بحكمته ، حتما سيحقق لك كل ما تريد وإن كنت لا تعني لأحد أي شيء ، فأنت بالنسبة لمن خلقك وسواك كل شيء ، أنت لست وحدك ، خلق الله الطبيعة لك ،فاستمتع بصداقتها ، وابدأ من جديد حياة يسودها الصفاء كهذا المشهد البديع .

تعليقات