رحيل... شعر
بقلم علي بدر سليمان/سوريا
لم يبقى لدي موعد ولقاء
بقيت أوراق الخريف تتساقط
معلنة انتهاء عصر الأمنيات السعيدة
والغيوم تلبدت بسرعة
الرياح اشتدت لتحمل ذرات الغبار
وتذروها في عيوني ثم تقول:
إرحل بعيدا إرحل بعيدا
غادر كوني الفسيح وارحل بعيدا
تلاطمني الرياح بشدة وتضربني
والأشجار تميل بغضب تجاهي وكأنما تريد أن تقول:
غادر أوردتي غادر شراييني
غادر نفسي غادر روحي وذاتي واتركني ولاتعد
حتى الورود لم تعد تأبه لي ولم تعد ترقص
لوجودي حتى أنها ذبلت وماتت
يبدو أني أصبحت بلا فائدة
بل إني أصبحت أكثر خطرا من تلك الطيور الجارحة
سأغادر حيث الطيور الجارحة
أكلت فرائسها بوحشية ومزقتها إربا إربا
ماتت بقلوبها الرحمة وأصبح ظلمها
يقتلني يقتل أنفاسي ويخنقها
سأغادر حيث التاريخ لم يعد يسجل
سوى أفعالنا اللاإنسانية
أصبحنا نقتل بلا ذنب
ونسرق بلا عيب
ونحرق بلا قلب
مشاعرنا أصبحت مؤقتة وماتبقى منها
قد مات ودفن
تحت فوضى الحرب والدمار
وفقدان الأحبة
سأغادر حيث أصبحنا جسد بلا روح
وأمنيات لاتتحقق
لم نعد كما كنا في الماضي
سأغادر حيث سرقت منا الإبتسامة
سأغادر بصمت وأرحل
وليس هناك غير الرحيل
يشفي قلبي العليل
الرحيل وفقط :
ياموت خذني خذني
من السماء قربني
ياموج خذني لبعيد
حملني للنهاية وصلني.
تعليقات
إرسال تعليق