القائمة الرئيسية

الصفحات

جهل وأطماع البعض يضيع الأوطان بولادة حكومات معاقة مهنياً


جهل وأطماع البعض يضيع الأوطان بولادة حكومات معاقة مهنياً


بقلم:احسان باشي العتابي 


بنظرة عقلية منطقية مجردة من كل شيء يسلب عنهما مكانتهما،سنفهم بكل بساطة أن حكومات البلدان هي نتاج شعوبها؛بمعنى أخر،إذا كان شعب ما يفهم معنى الانتماء للوطن ويفهم كذلك إنه مصدر كل تشريع فيه،حينها سنسمع ونشاهد أن ذلك الوطن وشعبه باتوا في عليين وعلى كافة المستويات.


أما اذا كان شعب ما جاهل ولا يفقه معنى الانتماء للوطن ،ومعنى إنه هو مصدر القرار في وطنه، فحينها يكون مصيره ومصير الوطن في أسفل السافلين،هكذا حقيقةً أفهم جوهر القضية؛والذي يقول غير ذلك ،فهوا إما جاهل أو منتفع أو خانع ،أمام كل ما يدور من ويلات في وطنه ؛خاصةً إذا ما كانت إحدى تلك الويلات تخص "رغيف الخبز"الذي يطيح بكرامة الأنسان جملةً وتفصيلا.


لإنه حسب المعطيات ووفق كل الجوانب ،تعتبر أقذر أنواع الحروب ، التي تستخدم بالضد من خصم ما فضلاً عما إذا أستخدمت من قبل حكومة بلد ما بالضد من الشعب ،فحينها يثبت الخصم أو حكومة ذلك البلد، إنهما من أقذر الأعداء وليس من شرفاء الأعداء !


ما أود قوله…أن حكومات البلدان التي تحترم نفسها وشعوبها ،وتفهم كذلك واجباتها تجاهها ،متيقنة أنها المسؤول الأول والمباشر عن كل ما يخص البلد وأهله، بل هي تمثل الدستور والقانون الذي يحاسب الأب إذا اخطأ مع ولده والعكس صحيح كذلك ،فهي بهذه الكيفية تعتبر "الرب الشرعي لكل مواطن ينتمي للوطن" بل إني آراءها رباً حتى لمن استضافته على أراضيها بإي شكل من الأشكال.


لكن للأسف الشديد واقع الكثير من البلدان ،عكس ما ذكرناه أنفاً ،فنجد أن الحكومات فيها قد أعلنت كل أنواع الحروب على شعوبها، حتى جعلتها تتأمل وتدعو بكل وسيلة ليل نهار للخلاص منها ،لإنها بدل أن تكون الراعي المسؤول عن حفظ كراماتهم ،وأقصد الحكومات أصبحت هي عدوهم الأول اللدود!


ومما يؤسف له،أن العراق أحد تلك البلدان التي بليت بحكومات ،أساءت للوطن والمواطن بصورة وأخرى، حتى بتنا وحسب ما أرى "حقل تجارب "لتوجهات كل حكومة أدارة دفت الحكم فيه ،فلم يمر علينا عهد الا وكانت سلبياته تذيقنا مرارة العيش في جانب واحد أو جوانب متعددة ،حتى نسى الكثير منا مبدأ المقارنة بين"الجيد والجيد جداً والممتاز"! وتمسكنا فقط بمبدأ "السيء والاسوا"! وكاننا فعلاً خلقنا ونشأنا لذلك الغرض لا غير وأقصد "أننا حقل تجارب لحكومات تعاقبت على حكم البلد" ولا تحمل في طيات قواميسها مبدأ "الجيد والجيد جداً والممتاز"،واكتفت بمبدأ "السيء والاسوا"في إدارة البلد!


وأرتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية في اسواقنا العراقية ليس ببعيد ،فالجميع دون أستثناء دخل في معتركها ،ولا يعرف حقيقة الأسباب التي أدت لذلك الارتفاع الخطير والمرعب فيها ،فهي زادت الطين بلة كما يقال من خلال الضغط على المواطن البسيط بالدرجة الأساس،الذي أصبح كاهله لا يتحمل حتى وزن"الريشة"!


ما يزيد تأسفي بل غيظي على ما يدور في العراق ،أن البعض من هنا أو هناك فيه يتخذ ويلاته وجراحه محط سخرية تارة وعدم مبالاة تارةً أخرى ،وحسبما أرى يظن أولئك البعض أنها الشجاعة بعينها وجبل الصبر،الذي ستتحطم عليه كل الصعاب،وفي حقيقة الأمر أنهم ينتمون لجماهير ارتضت أن تكون مجرد فئران في مختبرات تجارب ليس إلا ولسنين طوال!


قد يرى البعض أن كلماتي مجردة من إيجاد الحلول لأزمة بلادنا، وهي لا تعدوا سوى سفسطة كلام لرجل يحاول أن يبرز لذاته أسماً في مجال معين ،لكن في الحقيقة والواقع أني شخصت الخلل فيها والحل لها واضح،لكن يبقى السؤال "من يدرك جوهر ما قلت ويمتلك كذلك الجرأة تجاه تغيير أحواله المزرية جداً؟

تعليقات