القائمة الرئيسية

الصفحات

العملية السياسية بسوريا باتت مزحة وسط الفقر


العملية السياسية بسوريا باتت مزحة وسط الفقر


متابعة /أيمن بحر

مسئول فرنسى: العملية السياسية بسوريا باتت مزحة وسط الفقر والعوز. وصف المندوب الفرنسى الدائم لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير العملية السياسية فى سوريا بأنها تحولت الى مزحة تصطدم بـ تعنث دمشق، فيما بات الفقر والعوز مسيطراً على حياة السوريين في البلاد.


عبّر المندوب الفرنسى الدائم لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير عن تشاؤمه من الوضع الحالى فى سوريا واصفاً العملية السياسية والدستورية بأنها صارت بمثابة مزحة على رغم عقلانية المقاربة التدرجية (خطوة فخطوة) التى يعتمدها المبعوث الخاص للأمم المتحدة جير بيدرسون.


ورأى المسئول الفرنسي فى تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط السعودية نشرتها يوم الأحد (20 فبراير/ شباط 2022)، أن نظام الرئيس السورى بشار الأسد متعنت. وشدد على أن الحل السياسى يمكن أن يقود الى الخطوة التالية أى إعادة إعمار سوريا.


ووسط تدهور غير مسبوق للوضع الإقتصادى فى الآونة الأخيرة تعزو دمشق البؤس المتزايد فى الأساس الى العقوبات التى شددتها عليها واشنطن فى 2020 مما أدى الى تزايد عزلة  سوريا. فيما تقول دول غربية إنها تهدف الى الضغط على الأسد لإنهاء القمع والتفاوض على تسوية سياسية.


ودفع السوريون ثمنا غالياً منذ لإندلاع الأحداث فى عام 2011 فقد سقط أكثر من 350 الف قتيل ونزح أكثر من نصف السكان عن بيوتهم وأعداد كبيرة منهم إضطرت للرحيل عن الجيوب السابقة التى كانت تخضع لسيطرة المعارضة وتعرضت للقصف من دمشق وحلفائها حتى الإستسلام.


غير أنه فى الوقت الذى تجمدت فيه الأوضاع على الخطوط الأمامية الى حد كبير منذ سنوات، ظهرت أزمة إقتصادية عمّقت محنة السوريين ولم تستثن حتى موظفى الدولة.

وتقول الأمم المتحدة إن عدد السوريين الذين يحتاجون الى المساعدات الإنسانية أكبر من أى وقت مضى منذ أن بدأت الحرب.


 وتقدر المنظمة الأممية عدد المعوزين بنحو  14.6 مليون نسمة فى العام الماضى وزيادة بنحو 1.2 مليون فى العام الجارى. ويقدر أن الفقر المدقع ينتشر بين حوالى ثلثى السكان الذين يعيشون فى سوريا الآن ويبلغ عددهم نحو 18 مليون نسمة.


من جهته وصف عمران رضا منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشئون الإنسانية فى سوريا فى تصريحات نقلتها عنه وكالة رويترز فى الـ 13 من شباط/ فبراير الجارى، بأن الوضع بات سلسلة أزمات بـ مستويات من الفقر والعوز لم نشهدها من قبل. وأضاف بالقول: ترى كثيرين يتحركون صوب آليات تكيّف سلبية: المزيد من تشغيل الأطفال والمزيد من زواج الأطفال ومستويات عالية جداً من الدّين الآن. الناس يبيعون متعلقات أساسية من البيوت.


الى ذلك وأوضح مسح أجراه المجلس النرويجى للآجئين أن الأسرة السورية تحتاج بين 450 و500 الف ليرة شهرياً لتغطية الأساسيات بما فى ذلك الطعام والكهرباء والعلاج وإيجار السكن.

بدورها أوضحت آنا سيرفى مديرة المجلس النرويجى للآجئين فى سوريا أن الناس يضطرون فى مختلف أنحاء البلاد لإختيارات صعبة مثل الإختيار بين سداد العلاج الطبى لأحد الأبوين وتوفير المال من أجل وجبة للأطفال.


ويعانى الإقتصاد السورى من أضرار واسعة لحقت بالبنية التحتية والصناعة خلال الحرب وإزداد تدهوراً منذ 2019 عندما تسببت تداعيات الأزمة المالية فى لبنان فى إنهيار الليرة السورية. وقد أصبحت قيمة الليرة أقل من إثنين فى المائة مما كانت عليه فى عام 2011.

تعليقات